لغة الإشارة للأطفال المكفوفين

Ivan signing bib

عرض كل المقالات بالعربية

ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”

شاع توجه جديد هذه الأيام … تعليم لغة الإشارة للأطفال الصغار! والفكرة الأساسية وراء هذه الحركة مفادها أن الأطفال الصغار أذكياء بما فيه الكفاية للتواصل، ولكن افتقادهم للنمو والنضج اللازمين للنطق يحول بينهم وبين التواصل. وحيث أنهم لا يمتلكون وسيلة فعالة للتواصل، فهم يلجئون للبكاء لإيصال ما يرغبون في قوله.

ومع ذلك، إذا علّمت طفلك بضعة إشارات أساسية، مثل: أكثر، وطعام، وحفاض، فسيتسنى لطفلك إخبارك بما يحتاجه عبر الايماءات بدلا من نوبات الغضب والبكاء. كما قد أظهرت الدراسات أن الأطفال القادرين على استخدام لغة الإشارة يتعلمون الكلام أسرع ويتقنون لغات أجنبية بسهولة عندما يكبرون. مدهش!

ولكن هل من الممكن ان يستفيد الأطفال المكفوفون من تعلم لغة الإشارة؟ فالإشارات تهدف بصورة أساسية لأن تكون مرئية، فهل بإمكان الأطفال المكفوفين تعلمها؟ هذه المقالة تجيب تساؤلاتك، نعم! بدأ ابننا، إيفان، بتعلم لغة الإشارة عندما كان في الشهر الرابع عشر من عمره، وبدأ فعلا بتعلمها بسرعة (في الصورة أعلاه يشير إيفان إلى كلمة “مريلة” وهو جالس في كرسي الطعام). تعلم أول كلمة له بلغة الإشارة “أكثر” في أقل من ساعة وحالما تشكلت في ذهنه فكرة إمكانية التواصل، لم يتمكن أي شيء من إيقافه.

لماذا الإشارة؟

إن الأدلة الداعمة لتعلم لغة الإشارة هائلة وكثيرة. إليك بعض الأسباب التي تحتم عليك النظر في تعليم طفلك لغة الإشارة:

  • تمنح لغة الإشارة طفلك طريقة للتعبير عن نفسه قبل تمكنه من تعلم النطق والحديث.
  • تعلم أكثر من لغة واحدة مفيد لتطور المهارات اللغوية لدى الطفل.
  • يتكون لدى الأطفال الذين يتعلمون لغة الإشارة فهم أبكر للغة العربية، وقد يبدئون الحديث أبكر من أقرانهم.
  • الأطفال الذين يتعلمون لغة الإشارة على الأغلب يسجلون درجات أعلى في اختبارات الذكاء.
  • يمكن للغة الإشارة أن تخفض مستويات الإحباط والغضب لدى طفلك حين يتمكن من إيصال ما يرغب في قوله لك.
  • قد تزداد ثقة طفلك بك أكثر لأنه يعرف أنك قد تمكنت من فهم ما يرغب في قوله إليك.

أما بالنسبة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، فإن الفوائد أعظم:

  • عادة ما يعاني الأطفال المكفوفون من مشكلة تحديد أجزاء الجسد. وحيث أن لغة الإشارة تعتمد على الجسد، فإنها تساعد على زيادة وعيهم بأجسادهم.
  • وبالمثل، فإن لغة الإشارة تساعد الأطفال المكفوفين على فهم أن الإيماءات والتحركات، والمعروفة باسم لغة الجسد، يمكن أن تكون نوعا من أنواع التواصل، الأمر الذي يسهل عليك تعليم الطفل الكفيف أن بإمكان الآخرين رؤيته.
  • يعاني العديد من الأطفال المكفوفين من تأخر النطق والحديث، وتعليمهم لغة الإشارة مبكرا يساعد على منع مشاكل التأخر في النطق.
  • ومن المشاكل الأخرى التي يمكن للغة الإشارة مساعدتك على تفاديها هي تأخر المهارات الحركية الدقيقة، حيث أنها تحسن من براعة الطفل في استخدام أصابعه.

نصائح حول لغة الإشارة

إليك بعض النصائح البسيطة لمساعدتك على البدء بتعليم طفلك لغة الإشارة…

Ivan signing

    1. ابدأ بتعليمه إشارة سهلة، ككلمة “أكثر” مثلا. العب معه لعبة تبادل الامساك بدميته المفضلة. في كل مرة يحين دورك للإمساك باللعبة، اسألك طفلك ما إذا كان يرغب في المزيد، ساعده على عمل الإشارة بيديه، ثم اعطها إياه. أعلم أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق، ولكن إيفان تعلم هذه الإشارة الأولى في أقل من ساعة!
    2. علم طفلك إشارة واحدة في كل مرة، وحاول اختيار إشارات يرغب طفلك في تعلمها، مثلا: الأكل، الحفاض، المريلة، الكرة. اختر إشارات هامة لطفلك. في الصورة على اليمين، إيفان يؤشر لكلمة “حفاض” مباشرة قبل تغيير الحفاض.

 

  1. راقب طفلك جيدا لأنه سيبدأ باختراع إشاراته الخاصة. لقد لاحظنا في كل مرة كنا على وشك إلباس إيفان المريلة حول عنقه، أنه يضع يده اليمنى على صدره ويربت باليسرى على صدره، فأدركنا سريعا أن هذه كانت إشارة إيفان لكلمة “مريلة”.
  2. هيأ يدي طفلك وأصابعه الصغيرة بتعليمه إشارات بسيطة. نحن لا نحاول تعليم الأطفال لغة الإشارة الرسمية، فقط نحاول استخدام وسائل خاصة للتواصل. وبالمثل، إذا رغب طفلك في تغيير إشارة ما لتتناسب مع يديه الصغيرتين، فدعه يفعل ذلك! فإيفان على سبيل المثال لا يرفع يده للأعلى ليشير إلى كلمة “أعلى”، بل يضع يده خلف رأسه، ولكننا جميعا نعرف ماذا يقصد!
  3. إذا كنت تسعى لتعليم طفلك سلسلة من الإشارات لاستخدامها على المدى البعيد، فيمكنك حينئذ الاطلاع على نظام باري كنعان للإشارة والذي تم تطويره لذوي الإعاقة السمعية والبصرية معا.
  4. “ما هو نظام باري كنعان؟ نظام باري كنعان للإشارة هو طريقة اتصال تعتمد على الحركة واللمس للتفاهم مع الأطفال المصابين بضعف البصر ذوي الحاجة إلى الدعم الإضافي، ويقوم على أساس لمس نقاط معينة في الجسم والإشارات وتشمل لمس الجسم أو استخدام اليدين في أو عمل حركات قريبة من الطفل، الهدف منها إيجاد مفردات من خلال الحركة والإيماءة واللمس للتعبير عن حاجات واهتمامات الطفل اليومية. ويعتمد هذا النظام على بناء علاقة من الثقة والتفاهم بين الطفل المصاب ومن يرعاه”.
  5. وكل الفكرة هنا إن كل هذه الإشارات ستؤدي في نهاية المطاف للوصول إلى الكلمات اللفظية، وعندما يصل الطفل إلى هناك بالفعل سيمر بفترة يستخدم فيها الاشارة والكلمة في نفس الوقت، ولكن في نهاية المطاف ستختفي الإشارة تدريجيا لتحل محلها الكلمات اللفظية بشكل كامل. من المحزن أن نرى الإشارات وهي تختفي رويدا رويدا، ولكن تذكر أن هذا هو الانتقال من كون طفلك طفل يتواصل بالإشارة إلى طفل متكلم.

استمتع مع طفلك ولا تضغط عليه ليتعلم لغة الإشارة، فلغة الإشارة ليست مناسبة للجميع! ولكن إذا كان طفلك يستمتع بالفعل بتعلم لغة الإشارة، فشجعه على ذلك بالكثير من الأحضان والقبلات والثناء والمديح. يا لها من طريقة رائعة لطفلك الصغير ليتواصل معك!

تجدون أدناه بعض المواقع والمصادر التي تعرض إشارات مختلفة للأطفال، والتي ستساعدك على البدء بتعلم لغة الإشارة مع طفلك، ولكن تذكر أنه سيظل بإمكانك دوما اختراع إشاراتك الخاصة بكم.

.Read this article in English